اعتبر مجموعة من الاقتصاديين أنّ المشاعات هي مجموع الموارد التي يمكن استغلالها دون قيود أو تلك التي تكون مشتركة بين الجميع كالمحيطات، المناخ، الفضاء، الأنترنت.
يتمّ التركيز علىى المشاعات كموارد أو ملكيّة لا على أنها مشترك. هذه الطريقة في تقييم المشاعات تعكس نظرة لعالم اقتصاد السوق الذي يغيّر الحقائق البيوفيزيائيّة والاجتماعيّة. فهو (اقتصاد السوق) يعتبر البشر كأفراد منعزلة عن بعضها وموجودون بمعزل عن منظومات الأرض.
هذه نظرة الاقتصاد للحياة: البشر كأفراد مستقلّين يسعون دائماً لتحقيق أقصى قدر من الفاعليّة من خلال التنافس في أسواق الداروينيّة. وجهة نظر تفترض أنّ الأنظمة الحيّة تدار بطريقة أفضل من خلال حقوق ملكيّة خاصّة وعلاقتنا بالأرض يجب أن تكون استخراجيّة مرتكزة على السوق.
في مقال قصير ولكن مؤثّر منشور في مجلّة علوم 1968، المناضل البيئي غارت هاردن دعا القرّاء لتخيل مرعى مشترَك مفتوح للجميع ولا سلطة “عقليّة” لأيّ راع لكي يحدّ من استعماله. النتيجة الحتميّة، حسب هاردن، هي أنّ كل فلاّح سيستعمل قدر المستطاع المورد المشترك. هذا الاستغلال المفرط سيؤدي حتما إلى الاتلاف. وهذا ما يسمّى “تراجيديا المشاعات”
في الخمس عقود الأخيرة، مقال هاردن أصبح من أكثر المقالات التي يستشهد بها في الكتابات العلميّة. اعتُبِر مرجعا من طرف الاقتصاديين والسياسيين. للأسف، هاردن لم يكن يصف مشاعا حقيقيّا. كان يقدّم نموذجا بدون أيّ حدود وكل شي متاح. هذا أمر مختلف تماماً.
في المشاع، يوجد مجموعة مختلفة عن الأفراد الذين يديرون المورد المشترك. الكل يشتغل ليناقش شروط الإدارة من خلال حل اشكاليّات المجموعة والرقابة على احترام القواعد. حتّى اليوم، تاريخ ”تراجيديا المشاعات” تُستعمَل لتؤكّدَ على أهميّة الخوصصة والملكيّة.
هذا يساعد أيضاً على الإلهاء عن التعاضديات المسيّرة ذاتيّا التي تقام كل يوم في كل أنحاء العالم. إلينور أوستورم مختصّة في العلوم السياسية والاقتصاد تعدّ أبرز الوجوه التي تدحض أسطورة “تراجيديا المشاعات”. هي أوّل امرأة تحصل على جائزة نوبل للاقتصاد بعد أبحاث معمّقة حول نماذج ناجحة من إدارة المشاعات. خلال مسيرتها، وثّقت أكثر من 800 حالة في مختلف أنحاء العالم وطوّرت ال”ثماني قواعد لإدارة المشاع”.
هي مجموعة من المبادئ التي ندعوكم إلى تفحصّها لدحض هذه الأسطورة. هي الثماني نقاط المرجعيّة للمشاعات وقد تمّ تطويرها في المدرسة الصيفيّة الألمانيّة للمشاعات سنة 2012 وهي تعكس مبادئ إلينور من وجهة نظر المشاعي.
هذه المبادئ ضروريّة للأشخاص الذين يريدون الحصول على تكوين مشاع أو للأشخاص الذين ينشطون في مشاع ويريدون التفكير في طرق عملهم.
فيلم قصير يشرح أسطورة تراجيديا المشاعات